منطقة الأعضاء

ملف "شهر شعبان"
ديزاين العربي
مرحبا بك معنا بمعهد فور عرب يمكنك التسجيل معنا بالضغط على تسجيل او الدخول لو كان لديك حسابا عندنا اما اذاكنت غير مسجل فيشرفنا تسجيلك ...
ديزاين العربي
مرحبا بك معنا بمعهد فور عرب يمكنك التسجيل معنا بالضغط على تسجيل او الدخول لو كان لديك حسابا عندنا اما اذاكنت غير مسجل فيشرفنا تسجيلك ...

ديزاين العربي

شبكة ومنتديات des3raby نحن نختار التصاميم حسب ذوقكم وخبرتنا كشف الاذواق واتصميم الهادئ وايتصميم مجانا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ملف "شهر شعبان"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
arab cod

avatar


عدد المساهمات : 25
نقاط : 40842055
تاريخ التسجيل : 20/06/2012

ملف "شهر شعبان" Empty
مُساهمةموضوع: ملف "شهر شعبان"   ملف "شهر شعبان" Emptyالأربعاء 20 يونيو 2012, 11:03

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
لما رأى
النبي صلى الله عليه وسلم انتباه الناس إلى شهر رجب في الجاهلية ، وتعظيمه
وتفضيله على بقية أشهر السنة ورأى المسلمين حريصين على تعظيم شهر القرآن
–شهر رمضان- أراد أن يبين لهم فضيلة بقية الأشهر والأيام ..

عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا
رسول الله لم أرك تصوم شهر من الشهور ما تصوم في شعبان ، فقال صلى الله
عليه وسلم : ( ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم )



فشهر شعبان شهر عظيم عظمَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحري بنا أن
نعظمه وأن نكثر من العبادة والاستغفار فيه تماماً كما جاء وصح عن النبي صلى
الله عليه وسلم في ذلك .

إليكم بعض المقالات والدروس والفتاوى المختارة عن فضل شهر شعبان والبدع التي تكثر فيه


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
arab cod

avatar


عدد المساهمات : 25
نقاط : 40842055
تاريخ التسجيل : 20/06/2012

ملف "شهر شعبان" Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف "شهر شعبان"   ملف "شهر شعبان" Emptyالأربعاء 20 يونيو 2012, 11:04

كلمات يسيرة تتعلق بشهر شعبان

في الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: «ما رأيت النبي صلى
الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر
صياماً منه في شعبان» البخاري (1969)، ومسلم (1156).








بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين،
ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له رب العالمين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم
تسليماً كثيراً .. أما بعد: فهذه كلمات يسيرة في أمور تتعلق بشهر
شعبان.

الأمر الأول: في فضل
صيامه.


ففي الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل
صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في
شعبان»
البخاري (1969)، ومسلم (1156). وفي البخاري (1970) في
رواية: «كان يصوم شعبان كله» .
وفي مسلم في رواية: «كان يصوم شعبان إلا
قليلاً»
. وروى الإمام أحمد (21753)، والنسائي (2357) من حديث
أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال: " لم يكن - يعني النبي صلى الله
عليه وسلم - يصوم من الشهر ما يصوم من شعبان "، فقال له: لم أرك تصوم
من الشهر ما تصوم من شعبان قال: «ذاك
شهر يغفل النّاس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب
العالمين عز وجل فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم»
قال في الفروع
(ص 120 ج 3 ط آل ثاني): والإسناد جيد.

الأمر الثاني: في صيام يوم النصف
منه


فقد ذكر ابن رجب - رحمه الله تعالى - في كتاب (اللطائف) (ص 341 ط دار إحياء الكتب
العربية) أن في سنن ابن ماجة (1388) بإسناد ضعيف عن علي ـ رضي الله
عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها،
وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا
فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى
فأعافيه، ألا كذا، ألا كذا حتى يطلع الفجر»
.



قلت: وهذا الحديث حكم عليه صاحب المنار بالوضع، حيث قال (ص 226 في
المجلد الخامس من مجموع فتاويه): " والصواب أنه موضوع، فإن في إسناده
أبا بكر بن عبد الله بن محمد، المعروف بابن أبي سبرة، قال فيه الإمام
أحمد ويحيى بن معين: إنه كان يضع الحديث ".

وبناء على ذلك فإن صيام يوم النصف من شعبان بخصوصه ليس بسنة، لأن
الأحكام الشرعية لا تثبت بأخبار دائرة بين الضعف والوضع باتفاق علماء
الحديث، اللّهم إلاّ أن يكون ضعفها مما ينجبر بكثرة الطرق والشواهد،
حتى يرتقي الخبر بها إلى درجة الحسن لغيره، فيعمل به إن لم يكن متنه
منكراً أو شاذًّا.

وإذا لم يكن صومه سنة كان بدعة، لأن الصوم عبادة فإذا لم تثبت
مشروعيته كان بدعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة» [أخرجه مسلم] (867) من
حديث جابر - رضي الله عنه - .

الأمر الثالث: في فضل ليلة النصف
منه


وقد وردت فيه أخبار قال عنها ابن رجب في اللطائف بعد ذكر حديث علي
السابق: إنّه قد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها
وخرجها في صحيحه. ومن أمثلتها حديث عائشة - رضي الله عنها - وفيه: "أن
الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من
عدد شعر غنم كلب". خرجه الإمام أحمد (26018) والترمذي (739) وابن ماجة
(1389)، وذكر الترمذي أن البخاري ضعَّفه، ثم ذكر ابن رجب أحاديث بهذا
المعنى وقال: وفي الباب أحاديث أخر فيها ضعف. اهـ
وذكر الشوكاني أن في حديث عائشة المذكور ضعفاً وانقطاعاً.

وذكر الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ أنه ورد في
فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، وقد حاول بعض المتأخرين
أن يصححها لكثرة طرقها ولم يحصل على طائل، فإن الأحاديث الضعيفة إذا
قدر أن ينجبر بعضها ببعض فإن أعلى مراتبها أن تصل إلى درجة الحسن
لغيره، ولا يمكن أن تصل إلى درجة الصحيح كما هو معلوم من قواعد مصطلح
الحديث.

الأمر الرابع: في قيام ليلة النصف من
شعبان وله ثلاث مراتب:


المرتبة الأولى: أن يصلى فيها ما
يصليه في غيرها، مثل أن يكون له عادة في قيام الليل فيفعل في ليلة
النصف ما يفعله في غيرها من غير أن يخصها بزيادة، معتقداً أن لذلك
مزية فيها على غيرها، فهذا أمر لا بأس به، لأنه لم يحدث في دين الله
ما ليس منه.

المرتبة الثانية: أن يصلى في هذه
الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان دون غيرها من الليالي، فهذا بدعة،
لأنّه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه أمر به، ولا فعله هو
ولا أصحابه.

وأما حديث علي ـ رضي الله عنه ـ الذي رواه ابن ماجة: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها
وصوموا نهارها»
. فقد سبق عن ابن رجب أنه ضعَّفه، وأن محمد رشيد
رضا قال: " إنّه موضوع، ومثل هذا
لا يجوز إثبات حكم شرعي به، وما رخص فيه بعض أهل العلم من العمل
بالخبر الضعيف في الفضائل، فإنه مشروط بشروط لا تتحقق في هذه المسألة،
فإن من شروطه أن لا يكون الضعف شديداً، وهذا الخبر ضعفه شديد، فإن فيه
من كان يضع الحديث ، كما نقلناه عن محمد رشيد رضا رحمه الله
تعالى.

الشرط الثاني: أن يكون وارداً فيما ثبت أصله، وذلك أنه إذا ثبت أصله
ووردت فيه أحاديث ضعفها غير شديد كان في ذلك تنشيط للنفس على العمل
به، رجاء للثواب المذكور دون القطع به، وهو إن ثبت كان كسباً للعامل،
وإن لم يثبت لم يكن قد ضره بشيء لثبوت أصل طلب الفعل ". ومن المعلوم
أن الأمر بالصلاة ليلة النصف من شعبان لا يتحقق فيه هذا الشرط، إذ ليس
لها أصل ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره ابن رجب وغيره.
قال ابن رجب في اللطائف (ص 541):
" فكذلك قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيها عن النبي صلى الله
عليه وسلم ولا عن أصحابه شيء ". وقال
الشيخ محمد رشيد رضا (ص 857 في المجلد الخامس):
" إن الله
تعالى لم يشرع للمؤمنين في كتابه ولا على لسان رسوله صلى الله عليه
وسلم ولا في سنته عملاً خاصًّا بهذه الليلة " اهـ.

وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز: "
ما ورد في فضل الصلاة في تلك الليلة فكله موضوع ". اهـ

وغاية ما جاء في هذه الصلاة ما فعله بعض التابعين، كما قال ابن رجب في اللطائف (ص 441) :
" وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام يعظمونها ويجتهدون
فيها في العبادة، وعنهم أخذ النّاس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنّهم
بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف
الناس في ذلك: فمنهم من قبله ووافقهم على تعظيمها، وأنكر ذلك أكثر
علماء الحجاز، وقالوا: ذلك كله بدعة ". اهـ

ولا ريب أنّ ما ذهب إليه علماء الحجاز هو الحق الذي لا ريب فيه، وذلك
لأن الله تعالى يقول: {الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى
وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلاَمَ دِيناً}
[المائدة:3] ولو كانت
الصلاة في تلك الليلة من دين الله تعالى لبيَّنها الله تعالى في
كتابه، أو بيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله أو فعله، فلمّا
لم يكن ذلك علم أنها ليست من دين الله، وما لم يكن منه فهو بدعة، وقد
صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كل بدعة ضلالة» .

المرتبة الثالثة: أن يصلى في تلك
الليلة صلوات ذات عدد معلوم، يكرر كل عام، فهذه المرتبة أشد ابتداعاً
من المرتبة الثانية وأبعد عن السنة. والأحاديث الواردة فيها أحاديث
موضوعة، قال الشوكاني في الفوائد
المجموعة (ص 15 ط ورثة الشيخ نصيف):
" وقد رويت صلاة هذه
الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة
وموضوعة ".

الأمر الخامس: أنه اشتهر عند كثير من
الناس أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في
العام


وهذا باطل، فإن الليلة التي يقدر فيها ما يكون في العام هي ليلة
القدر، كما قال الله تعالى: {حم(1)
وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ
مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ
أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ
(5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ(6)}
[الدخان:1-6] وهذه الليلة التي أنزل فيها
القرآن هي ليلة القدر، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ
الْقَدْرِ}
[القدر:1] وهي في رمضان، لأن الله تعالى أنزل
القرآن فيه، قال تعالى: {شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}
[البقرة:185] فمن
زعم أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام، فقد خالف ما
دل عليه القرآن في هذه الآيات.

الأمر السادس:

أن بعض الناس يصنعون أطعمة في يوم النصف يوزعونها على الفقراء
ويسمونها عشيات الوالدين.
وهذا أيضاً لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون تخصيص هذا
اليوم به من البدع التي حذَّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقال فيها: «كل بدعة ضلالة»
.

وليعلم أنّ من ابتدع في دين الله ما ليس منه فإنّه يقع في عدة محاذير
منها:

المحذور الأول: أن فعله يتضمن
تكذيب ما دل عليه قول الله عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِينَكُمْ}
[المائدة:3]، لأنّ هذا الذي أحدثه واعتقده ديناً لم
يكن من الدين حين نزول الآية، فيكون الدين لم يكمل على مقتضى
بدعته.

المحذور الثاني: أن ابتداعه
يتضمن التقدم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه و سلم، حيث أدخل في
دين الله تعالى ما ليس منه. والله سبحانه قد شرع الشرائع وحدّ الحدود
وحذَّر من تعديها، ولا ريب أن من أحدث في الشريعة ما ليس منها فقد
تقدم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه و سلم، وتعدى حدود الله، ومن
يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون.

المحذور الثالث: أن ابتداعه
يستلزم جعل نفسه شريكاً مع الله تعالى في الحكم بين عباده، كما قال
الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ
شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ
اللَّهُ}
[الشورى:21].

المحذور الرابع: أنّ ابتداعه
يستلزم واحداً من أمرين، وهما:
إمّا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم جاهلاً بكون هذا العمل من
الدين، وإمّا أن يكون عالماً بذلك ولكن كتمه، وكلاهما قدح في النبي
صلى الله عليه وسلم، أمّا الأول فقد رماه بالجهل بأحكام الشريعة،
وأمّا الثاني فقد رماه بكتمان ما يعلمه من دين الله تعالى.

المحذور الخامس: أنّ ابتداعه
يؤدي إلى تطاول النّاس على شريعة الله تعالى، وإدخالهم فيها ما ليس
منها، في العقيدة والقول والعمل، وهذا من أعظم العدوان الذي نهى الله
عنه.

المحذور السادس: أنّ ابتداعه
يؤدي إلى تفريق الأمة وتشتيتها واتخاذ كل واحد أو طائفة منهجاً يسلكه
ويتهم غيره بالقصور، أو التقصير، فتقع الأمة فيما نهى الله عنه بقوله:
{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ
تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ
وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
[آل عمران:105]، وفيما
حذر منه بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ
فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيءٍ
إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ
يَفْعَلُونَ}
[الأنعام: 159].

المحذور السابع: أن ابتداعه يؤدي
إلى انشغاله ببدعته عما هو مشروع، فإنّه ما ابتدع قوم بدعة إلاّ هدموا
من الشرع ما يقابلها.

وإن فيما جاء في كتاب الله تعالى، أو صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم
من الشريعة لكفاية لمن هداه الله تعالى إليه واستغنى به عن غيره، قال
الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ
قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي
الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ(57) قُلْ بِفَضْلِ
اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا
يَجْمَعُونَ (58)َ}
[يونس57-58]. وقال الله تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاي فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى}

[طه:123].

أسأل الله تعالى أن يهدينا وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم، وأن
يتولانا في الدنيا والاۤخرة إنه جواد كريم، والحمد لله رب
العالمين.

الشيخ محمد بن صالح
بن عثيمين - رحمه الله -
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
arab cod

avatar


عدد المساهمات : 25
نقاط : 40842055
تاريخ التسجيل : 20/06/2012

ملف "شهر شعبان" Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف "شهر شعبان"   ملف "شهر شعبان" Emptyالأربعاء 20 يونيو 2012, 11:05

شهر شعبان فضائل وأحكام



«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ،
وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رسول الله صلى
الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلا رَمَضَانَ،
وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَر َمنه صياما في







الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فإن لشهر شعبان عند الله تعالى فضيلة، فقد جعله الله نفحة من نفحاته،
ومضمارًا للتسابق بين عباده إلى مرضاته، ولعظيم فضله رأينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم يصومه إلا قليلاً، ففي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ
أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت: «
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ
حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلا
رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي
شَعْبَانَ
».
وفي رواية انفرد بها مسلم قالت: «
كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ
إِلا قَلِيل
»، وعند أبي داود بسنده
عن أم سلمة رضي الله عنها عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ «أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ
شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ
» صحيح (صحيح أبي داود:
2336).

وطريقة الجمع بين هذه الروايات أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم
أغلبه، قاله ابن المبارك، واختاره ابن حجر حيث قال: "وهو الصواب لأن
أولى ما تفسر به الرواية رواية أخرى" (فتح الباري: 4/252)

ويستدل بهذه الأحاديث أيضًا على أن أفضل الصيام بعد رمضان شهر شعبان،
لمواظبته صلى الله عليه وسلم على صوم أكثر شهر شعبان، ويحمل حديث: «
أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم
» على التطوع المطلق، والله
أعلم.


والحكمة من صومه صلى الله عليه وسلم أكثر شهر شعبان:

أولا: كان صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما شغل
عن الصيام أشهرًا، فيجمع ذلك في شعبان ليدركه قبل صيام الفرض.

ثانيًا: أنه فعل ذلك تعظيمًا لرمضان، فهو صوم بمثابة السنة لفرض
الصلاة قبلها تعظيمًا لحقها.

ثالثا: أنه شهر ترفع فيه الأعمال، فأحب صلى الله عليه وسلم أن يرفع
عمله وهو صائم.


قال ابن القيم في تهذيب السنن:
"من فضائل هذا الشهر الكريم:
ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل فعن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ
الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ: «
ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ
بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ
إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا
صَائِمٌ
» حديث حسن رواه النسائي
(صحيح الترغيب).

فالأعمال ترفع إلى الله عز وجل كل يوم إجمالاً وتفصيلاً كما في
الصحيحين: «يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار
قبل الليل
» وكذلك ترفع إليه أعمال
الجمعة في يومي الاثنين والخميس، لذلك كان صلى الله عليه وسلم
يصومهما، وترفع إليه أعمال السنة في شهر شعبان. (عون المعبود
7/72)


فيه ليلة النصف:
وهي ليلة عظيمة شريفة كريمة، ينزل فيها الرب العظيم جل وعلا نزولاً
يليق بجلاله وكماله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِيرُ
} إلى سماء الدنيا فيغفر
لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن كما صح الحديث بذلك عن النبي صلى الله
عليه وسلم فعن أبي موسى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا ليلة
النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن
».

قال العلامة الألباني رحمه الله: "ما ورد في فضلها من الأحاديث، وإن
كانت مفرداتها ضعيفة الأسانيد، فبعضها يقوي بعضًا، ولكن ليس في الشرع
ما يدل على خصوص إحيائها". (مساجلة علمية ص41)

ولا تعارض بين هذا الحديث وبين أحاديث نزول الرب تعالى كل ليلة، فحديث
ليلة النصف مطلق، وحديث كل ليلة مقيد بالثلث الأخير من الليل.

وفسرت المشاحنة إما لعموم المسلمين، وهذا صحيح، والواجب أن يكون صدر
المسلم سليمًا لإخوانه، وإن نزغ الشيطان نزغًا فليستعذ بالله من
الشيطان الرجيم، وليدفع عن نفسه ذلك، وليسارع إلى أخيه يضع يده في
يده، وإما بالمشاحنة لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم كما يفعل
الرافضة، والعلمانيون الزنادقة، خلافًا لقول المؤمنين {
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا
الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا
غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
} [الحشر:10].

فمن كانت بينه وبين أخيه شحناء، فليبادر برفعها قبل ليلة النصف تعرضًا
لنيل مغفرة الله تعالى ورحمته سبحانه وتعالى.

والحذر كذلك من مظاهر الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر، وليعش المسلم على
توحيده الخالص لله رب العالمين.


وليس لليلة النصف إحياء مخصوص كصلاة الرغائب وغيرها، أو تجميع الناس
لصلاة القيام في المسجد، فكل هذا من البدع، وكل بدعة ضلالة، والمبتدع
من أبعد الناس عن الله «لعن الله من آوى محدثًا
»، و«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
» أي: مردود، ولأن الأصل في القيام
الانفراد، ولم يرد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ولا عن القرون
الخيرية أنهم فعلوا ذلك، وما لم يكن يومئذٍ ديناً فليس اليوم
دين.

فأنت -أخي- في هذه الليلة تبحث عن رضوان الله، وتتعرض لمغفرته، فلا
تكن ببدعتك هذه بعيدًا عن الله. ونسأل الله أن يغفر لنا جميعًا وأن
يتقبلنا.

لكن لو جلس في بيته يذكر الله تعالى ويصلي في هذه الليلة لا بأس،
تعرضًا لمغفرة الله ورحمته، قال ابن الصلاح رحمه الله: "أما ليلة
النصف من شعبان فلها فضيلة، وإحياؤها بالعبادة مستحب، ولكن على
الانفراد من غير جماعة" (مساجلة علمية ص: 41).


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
إِذَا انْتَصَفَ
شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا
». هذا هو
لفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختلف العلماء في تصحيحه
وتضعيفه، فورد عن أحمد وابن معين: منكر. ومنهم من صححه كالعلامة
الألباني رحمه الله وورد حديث آخر يعارضه وهو متفق عليه: «
لا
تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجلاً كان يصوم صومًا فليصمه
» والقاعدة: إذا تعارض حديثان وجب
الجمع.

فمنهم من قال بالحديث المتفق عليه على افتراض صحة الحديث الآخر ومنهم
من قال: الإعمال أولى من الإهمال، فيجمع بينهما، كالإمام الشافعي رحمه
الله فقال: "من صام في النصف الأول جاز له أن يصوم في النصف الثاني،
ومن لا فلا" (لطائف المعارف).

يحرم صوم يوم الشك، وهو يوم الثلاثين من شعبان، ذلك الذي يشك فيه هل
هو من شعبان أو من رمضان؟ فعن عمار قال: "من صام اليوم الذي يشك فيه
فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم" ذكره البخاري تعليقًا وصححه
الألباني. إلا إذا وافق صومًا معتادًا فلا بأس لحديث أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «
لا
تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إلا رَجُلٌ
كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ

».


13-شعبان-1427هـ 6-سبتمبر-2006 م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
arab cod

avatar


عدد المساهمات : 25
نقاط : 40842055
تاريخ التسجيل : 20/06/2012

ملف "شهر شعبان" Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف "شهر شعبان"   ملف "شهر شعبان" Emptyالأربعاء 20 يونيو 2012, 11:06

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان



«كان رسول اللَّه -صلَّى الله عليْه وسلَّم- يصومُ حتَّى نقول: لا
يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيتُ رسولَ اللَّه -صلَّى الله
عليه وسلَّم- استكمل صيام شهر إلاَّ رمضان، وما رأيتُه أكثر صيامًا
منْه في شعبان»..






الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وبعد:

شهر شعبان من الأشهُر القليلة التي يهتمُّ بها المسلمون، فكان سلفنا
الصَّالح يهتمُّون بصوْمِه اقتداءً برسول الله صلَّى الله عليْه
وسلَّم ثمَّ درَج الخلف على الاهتِمام ببدع ما أنزل الله بها من
سلطان، خاصَّة في ليلة النِّصْف من شعبان، ونحن نعرض لهذه السنن
نُرغِّب فيها، ولهذه البدع نُحذِّر منها.

فائدة: سُمِّي شعبان بهذا الاسم لأنَّهم كانوا يتشعَّبون في الغارات
بعد أن يَخرج شهر رجب الحرام، أو لتشعُّبهم في طلب الماء، والأوَّل
أوْلى وأرْجح.

صوم شعبان:

كان النبي صلَّى الله عليْه وسلَّم يَحتفي بشعبان ويصوم فيه أكثرَ من
غيره من الشُّهور، حتَّى يُقال: لا يفطر، كما في حديث عائشة عند
البخاري ومسلم:«كان رسول اللَّه -صلَّى الله عليْه وسلَّم-
يصومُ حتَّى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيتُ رسولَ
اللَّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- استكمل صيام شهر إلاَّ رمضان، وما
رأيتُه أكثر صيامًا منْه في شعبان

».


وعن عائشة أيضًا رضي الله عنها قالت: لَم يكُن النَّبيُّ صلَّى الله
عليه وسلَّم يصومُ شهرًا أكثر من شعبان، وكان يصومُ شعبان كلَّه، وكان
يقول:«خذوا من العمل ما تطيقون فإنَّ الله لا يمَلُّ
حتَّى تملُّوا
»، وأحب الصَّلاة إلى
النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ما دُووِم عليه وإن قلَّت، وكان إذا
صلَّى صلاة داوم عليها، متَّفق عليه.

وفي رواية لمسلم: «كان لا يصوم من السَّنة شهرًا تامًّا إلاَّ
شعبان يصِلُه برمضان
».


قال بعض أهل العلم: "إمَّا أن يُحمَل قولُ عائشة في صيام شعبان كلّه
على المبالغة، والمراد أنَّه كان يصوم الأكثر، وإمَّا أن يجمع بين
النُّصوص على أنَّ قولَها الثَّاني متأخِّر عن قولِها الأوَّل، فأخبرت
عن أوَّل أمْرِه أنَّه كان يصوم أكثَر شعبان، وأخبرت ثانيًا عن آخِر
أمره أنَّه كان يصومه كلَّه"، وقيل: "المراد أنَّه كان يصوم من أوَّله
تارة، ومن آخِره أخرى، ومن أثنائِه طورًا فلا يُخلي شيئًا منه من
صيام، ولا يخصُّ بعضَه بصيام دون بعض".


ونقل الترمذي عن ابن المبارك أنَّه قال: جائزٌ في كلام العرب إذا صام
أكثر الشَّهر أن يقول: صام الشهر كلَّه، ويقال: فلان قام ليلته أجْمع،
ولعلَّه قد تعشَّى واشتغل ببعض أمره.


2- صوم سُرر شعبان:
السُرر: هي الأيَّام الأواخِر من الشَّهر، سمِّيت بذلك لاستِسْرار
القمر فيها، وهي ليلة ثمان وعشرين، وتسْع وعشرين، وثلاثين.


وقيل: سُرَر الشَّهر أوله، وقيل: وسط الشَّهر لأنَّ السُرر جمع سُرة،
وسُرَّة الشيء أوسطه، ويؤيِّده الندب إلى صيام البيض وهي وسط الشَّهر،
ولأنه لم يرِد في صيام آخر الشَّهر ندب، بل ورد فيه نَهي خاص، وهو
صيام آخر شعْبان لمن صامه لأجل رمضان.


وفي الصَّحيحين: عن عمران بن حصين عن النَّبيِّ صلَّى الله عليْه
وسلَّم أنَّه سأله فقال: «هل صُمْتَ من سرر هذا الشَّهر شيئًا؟
»، يعني شعبان، فقال: لا، قال:«
فإذا أفطرت فصُم يومين
» اللَّفظ لمسلم.


ويتبيَّن من جَمع روايات هذا الحديث أنَّ السُّؤال وقع في رمضان،
والمسؤول عنه سرر شعبان، ولهذا قال في آخِره: فإذا أفطرت، يعني من
رمضان، فصم يومين عوضًا عن سرر شعبان.


3- النهي عن تقدُّم رمضان بصوم يومٍ أو يومَين:
عن أبي هُرَيْرة رضِي الله عنه عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم
قال: «لا يتقدَّمنَّ أحدُكم رمضانَ بصومِ يومٍ أو
يومَين، إلاَّ أن يكونَ رجُلٌ كان يصوم صوْمَه فليصم ذلك اليوم
» (رواه البخاري).

قال العلماء: معنى الحديث: لا تستقْبلوا رمضان بصيام على نيَّة
الاحتِياط لرمضان.

وقال الترمذي بعد أن أخرج الحديث: العمل على هذا عند أهل العلم،
كرهوا أن يتعجَّل الرَّجُل بصيام قبل دخول رمضان لمعنى رمضان، ومثل
هذا حديث عمَّار بن ياسر في صيام يوم الشَّكِّ ولفظه: «
مَن
صام اليوم الذي يُشكُّ فيه فقد عصى أبا القاسم صلَّى الله عليه وسلَّم
»، وكذلك الحديث الَّذي أخرجه
أصحاب السُّنن وصحَّحه ابن حبَّان وغيرُه عن أبي هريرة مرفوعًا: «
إذا
انتصف شعبان فلا تصوموا
».

وقد قال بعض الشَّافعية: يُحرم تقدُّم رمضان بصوم يوم أو يومين،
ويُكْرَه التقدم من نِصْف شعبان للحديث الآخر، وجُمهور العلماء
يجوِّزون الصوم تطوُّعًا بعد نصف شعبان ويضعِّفون الحديث.


4- الحكمة من صيام شعبان:
ولكن ما الحكمة في إكْثار النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم من صوْم
شعبان؟

قيل: كان ينشغل عن صوْم الأيام الثَّلاثة من كلِّ شهرٍ لسفر أو غيره،
فتجتمع فيقضيها في شعبان، وقد رُوِي في ذلك حديث ضعيف.

وقيل: كان يصنع ذلك لتعظيم رمضان، ورُوي في ذلك حديث ضعيف أيضًا،
وقيل: كان يُكْثِر من الصَّوم في شعبان لما يفوتُه من التطوُّع في
رمضان، فصيام رمضان فريضة، والنَّبيُّ صلَّى الله عليْه وسلَّم ما كان
يُخلي شهرًا من الشُّهور من صيام تطوُّع، إلاَّ رمضان فلا تطوُّع فيه،
فكان يكثِر من صوم شعبان لما يفوته من التطوُّع في رمضان.

وأصحُّ ما قيل في ذلك أنَّه شهر يغفل عنْه النَّاس بين رجب ورمضان،
كما في حديث النَّسائي وأبي داود وابن خُزيمة عن أسامة بن زيد، قال:
قلتُ: يا رسولَ الله، لَم أرَكَ تصومُ من شهْرٍ من الشُّهور ما تصوم
من شعبان؟ قال: «ذلك شهرٌ يغفل النَّاس عنْه بين رجب ورمضان،
وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أن يُرفع عملي
وأنا صائم
».


5- قضاء صوم رمضان في شعبان:
يَجوز تأخير القضاء لِمن أفطر في رمضان لعُذر إلى شعبان، ويحرُم
تأخير القَضاء بعد ذلك لغير عذْر شرعي.

وقد كان نساء النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يؤخِّرْن صيام
الأيَّام التي يُفْطِرْنَها من رمضان حتَّى يَجيء شعبان، فيقْضينها
فيه، وذلك لحاجة رسول اللَّه صلَّى الله عليْه وسلَّم ففي الصَّحيحيْن
من حديث عائشةَ رضِي الله عنْها قالت: "كان يكون عليَّ الصَّوم من
رمضان، فما أستطيع أن أقضِيَه إلاَّ في شعبان".

وقد كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يكثر الصَّوم في شعبان،
فلذلِك كان لا يتهيَّأ لها القضاء إلاَّ في شعبان لتصوم معَه صلَّى
الله عليه وسلَّم.


ليلة النصف من شعبان:
ورد في فضْل هذه اللَّيلة -وهي اللَّيلة الخامسةَ عشرة من شعبان-
أحاديثُ رواها أصحاب السنن، كالترمذي وابن ماجه وأحمد، وهي أحاديث
ضعاف باتِّفاق أهل العلم، وقد قوَّى بعضُهم بعض هذه الأحاديث
بشواهدها.

روى الترمذي عن عائشة قالت: فقدتُ رسول اللَّه صلَّى الله عليه
وسلَّم ليلة فخرجت، فإذا هو بالبقيع، فقال: «
أكنت تَخافين أن يَحيف
الله عليك ورسوله؟
» قلت: يا رسول
الله، إني ظننتُ أنَّك أتيت بعض نسائك، فقال: «
إنَّ الله -عزَّ وجلَّ-
ينزل ليلة النِّصف من شعبان إلى السَّماء الدنيا، فيغفر لأكثرَ من عدد
شعر غنم كلب
».
قال أبو عيسى: حديث عائشة لا نعرِفُه إلاَّ من هذا الوجْه من حديث
الحجَّاج بن أرطاة.
وسمعت محمَّدًا -يعْني البخاريَّ- يضعِّف هذا الحديث، وقال: يَحيى بن
أبي كثير لَم يسمع من عروة، والحجَّاج بن أرطاة لم يسمع من
يحيى.

قال المباركفوري: ورد في ليلة النِّصْف من شعبان عدَّة أحاديث،
مجموعها يدلُّ على أنَّ لها أصلاً، وساق معظم هذه الأحاديث، وحكم
عليْها ما بين منقطع ومرسل، وضعيف ولين.

وممَّن حسَّن هذه الأحاديث بشواهدها الألباني رحِمه الله حيث علَّق
على حديث ابن ماجه: «إنَّ الله تعالى ينزل ليلة النِّصْف من شعبان
إلى السَّماء الدنيا فيغفِر لجميع خلْقِه إلاَّ لمشرِك أو مشاحن
»، فقال: حسن.

وعلى فرض صحَّة هذه الأحاديث، فليس فيها سوى أنَّ الله عزَّ وجلَّ
ينزل إلى السَّماء الدنيا، فيغفر لعددٍ كبير من خلْقِه عدا المشْرِك
والمشاحِن.

والعجيب أنَّ أهل البدع يتعلَّقون بمثل هذه الأحاديث فيؤصِّلون
بِدَعهم، كإحْداث تخصيص صيام يوم النِّصف من شعبان وقيام ليلته،
وينسَون أنَّ التنزُّل الإلهي إلى السَّماء الدنيا يكون في كلِّ ليلة،
كما في الحديث الصحيح: «ينزل ربنا إلى السَّماء الدنيا في ثلث الليل
الآخر فيقول: هل من مستغفِرٍ فأغفر له؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من
سائل فأعطيه؟ إلى أن يطلع الفجر

».

فهلاَّ تمسَّكوا بهدْي النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في قيام الليل،
والحرْص على وقت السَّحَر ليتعرَّضوا لهذه البركات.


بدع الشيعة في ليلة النصف:
في موقع للشِّيعة على شبكة الإنترنت ذكروا:
1- في هذه الليلة تكون زيارة سيدنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام
فقد روي عن الصَّادقين عليهم السلام أنَّهم قالوا: إذا كانت ليلة
النصف من شعبان نادى منادٍ من الأفق الأعلى: زائري قبر الحسين بن علي
مغفور لكم، ثوابُكم على ربكم ومحمد نبيكم.
ومن لم يستطع زيارة الحسين بن علي عليهما السلام في هذه الليلة،
فليَزُر غيرَه من الأئمَّة عليهم السلام فإن لم يتمكَّن من ذلك أومأ
إليْهم بالسلام، وأحياها بالصَّلاة والدعاء.
وقد روي أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام كان لا ينام في السَّنة ثلاث
ليال: ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، ويقول: إنَّها الليلة التي
تُرْجَى أن تكون ليلة القدْر، وليلة الفطر ويقول: في هذه الليلة
يُعْطَى الأجير أجرَه، وليلة النصف من شعبان، ويقول: في هذه اللَّيلة
يفرق كلُّ أمر حكيم.

وقد رُوِي عن الصَّادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنَّه قال: إذا
كان ليلة النِّصف من شعبان أذِن الله تعالى للملائكة بالنزول من
السَّماء إلى الأرض، وفتح فيها أبواب الجنان وأجيب فيها الدعاء،
فليصلِّ العبد فيها أرْبَع ركَعات يقرأ في ركعة فاتحةَ الكتاب مرَّة،
وسورة الإخلاص مائةَ مرَّة، فإذا فرغ منها بسطَ يديْه للدُّعاء، وقال
في دعائه: اللَّهُمَّ إني إليك فقير، وبك عائذ، ومنك خائف، وبك
مستجير، ربِّ لا تبدل اسمي، ولا تغيِّر جسمي، وأعوذ بعفوك من عقابك،
وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ برحمتك من عذابك، إنَّك كما أثنيت على
نفسك، وفوق ما يقول القائلون، صلِّ على محمَّد وآل محمَّد، وافعل بي
كذا وكذا، ويسأل حوائجَه، فإنَّ الله تعالى جواد كريم.

وروي أنَّه مَن صلَّى هذه الصَّلاة ليلةَ النِّصْف من شعبان غَفر
الله له ذنوبَه، وقضى حوائجَه، وأعطاه سؤْلَه.


وهذه البِدَع الَّتي يروِّج لها الشيعة ولا أصل لها يُروِّج لها
المتصوفة، فقد زعموا أنَّ الليلة التي يُفْرَق فيها كلُّ أمر حكيم هي
ليلة النصف من شعبان، والحقُّ الذي لا مراء فيه أنَّها ليلة القدر
التي أنزلَ الله فيها القرآن بالنَّصِّ القاطع، {
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ
مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ . فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ
أَمْرٍ حَكِيمٍ
} [الدخان:
3-4].

حديث صلاة مائة ركْعة بالإخلاص عشْر مرَّات في كل ركعة، في ليلة
النصف من شعبان موضوع، كما ذكر القاري ونقَله صاحب التحفة
المباركفوري.

وممَّا أُحْدِث في ليلة النصف من شعبان: الصَّلاة الألفيَّة، مائة
ركعة بالإخلاص، عشرًا عشرًا بالجماعة، واهتمّوا بها أكثر من الجمع
والأعياد، ولم يأْتِ بها خبرٌ ولا أثر إلاَّ ضعيف أو موضوع، ولا تغترّ
بذِكْر صاحب القوت والإحياء وغيرهما.

وأوَّل حدوث لهذه الصَّلاة ببيت المقدس سنة 448هـ، وقد جعلها جهلة
أئمَّة المساجد مع صلاة الرَّغائب شبكة لجمع العوام، ثمَّ إنَّه أقام
الله أئمَّة الهدى في سعي إبْطالها فتلاشى أمرها وتكامل إبطالها في
البلاد المصريَّة والشاميَّة في أوائل سني المائة الثَّامنة، وكذلك
قام مشايِخُنا في جماعة أنصار السنَّة المحمدية بإنكار هذه البدع
والتَّحذير منها.


وقيل: أوَّل حدوث الوقيد -إيقاد السرج والنيران- من البرامكة وكانوا
عبدة النَّار، فلمَّا أسْلموا أدخلوا في الإسلام ما يُمَوِّهون أنَّه
من سنن الدين ومقصودهم عبادة النيران.

ومن يُطالع مجلَّة التوحيد منذ نشأتها، وقبلها مجلَّة الهدي النبوي
-لسان حال جماعة أنصار السنَّة المحمديَّة- يجد المقالات العديدة التي
تحذِّر النَّاس من البدع عامَّة، وهذه البدع بوجه خاصّ، ولا أريد أن
أخصَّ شيخًا بعيْنِه، فكلُّهم قاموا ناصرين للسنَّة قامعين للبدعة،
رحِمهم الله رحْمة واسعة.

والحمد لله ربّ العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
arab cod

avatar


عدد المساهمات : 25
نقاط : 40842055
تاريخ التسجيل : 20/06/2012

ملف "شهر شعبان" Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف "شهر شعبان"   ملف "شهر شعبان" Emptyالأربعاء 20 يونيو 2012, 11:06

خطوة في شعبان للاستعداد لرمضان

قال صلى الله عليه وسلم: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو
شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم»
...






بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه
ومن والاه، أما بعد:


قال صلى الله عليه وسلم: «ذاك شهر
يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب
العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم
» [رواه النسائي وحسنه
الألباني].


فالمتتبع لأحوال الناجحين والفائزين في مسارات الحياة الدنيا
المختلفة يجدهم يجتهدون في الإعداد والاستعداد؛ فالطالب المتفوق تجده
يعد للسنة الدراسية قبل بدايتها والعدَّاء الماهر يعد للسباق قبل حينه
والأمثلة في واقعنا على هذا كثيرة متنوعة.


والمشاهد أن ليس كل من يُعد ينجح في الإعداد ولا كل من أّعَدَّ
واستعد يصل للقمة فحتى الإعداد يختلف من شخص لآخر، وكل بحسب ما بذله
من جهد وتعب تجد حصيلته تشير عليه، فما بالك بمن لم يستعد بل لم يفكر
بذلك بتاتا فأنى له الفوز؟!


ونحن في هذه الأيام المباركة من رجب نستعد لدخول شعبان لا بد أن
يكون لنا وقفة؛ فهو آخر محطات الاستعداد لدخول شهر العتق من النيران،
شهر رمضان شهر القرآن فانظر وتأمل في طالبي الفوز بالمسابقات الدنيوية
وما يبذلونـه... فما بالك بطلاب الآخرة -ولا يقارن الثرى بالثريا-...
ألست أولى منهم؟!



كان السلف رحمهم الله بعيد رمضان يدعون الله أن يتقبله منهم لستِّ
أشهر ثم في الست أشهر الباقية يدعونه أن يُبلغهم رمضان القادم فانظر
لمدى استشعارهم لمكانة رمضان وأيامه الغالية...


فبإذن الله ما نبغيه ونستعد له هي عبادات موجودة في الأصل وليست
بدعة في الدين ولكن الهدف كيف نزيد من هذه العبادات.


قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن
رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ
لِلْمُتَّقِينَ
} [سورة آل عمران: 133].


وقال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ
فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ
} [المطففين آية: 26].



فأيها القارئ الكريم نحتاج لوقفة، وقفة للفوز برمضان بإذن الرحمن
فلا تدع أيامه تمر عليك كأي أيام عادية؛ فهي أيام غاليات إن ذهبت الآن
قد لا تعود أبدًا؛ فكم من أناس لم يكتب لهم إدراك رمضان، وكم من أناس
لم يكتب لهم أن يدركوه هذا العام، فلذلك ضع من الآن خطة وهدفا وأصلح
النية وأعدها للاستعداد لرمضان، فإن كتب الله عليك المنية قبيل رمضان
مت على نية صالحة وعمل صالح إن شاء الله.



هذا ولنر سويا بعضًــا من خطط الإعداد لرمضان في أيام شعبان، ولكن
قبيل البدء نَمِّ في ذهنك حساسية الوقت وأهميته؛ فلا تدع دقيقة تفوتك
في شعبان إلا وقد اكتسبت بها ما يفيدك في دورة الإعداد لرمضان وبإذن
الله نسير على هذا الديدن طوال العام فتصبح أيامنا جلها كثيرة الحسنات
جميلة النفحات -إن شاء الله-:


1) أرأيت إن كنت تتوقع زائرًا جليلا لبيتك، ووجدت البيت متسخًا. هل
تزينه قبل أن تنظفه؟ أم تعْمد أولا إلى تنظيفه قبل أي شيء؟


ابدأ بضبط فرائضك، وكن وقاّفًا عند حدود الله تعالى، وحاسب نفسك
على ما اقترفته من ذنوب خلال الـ 11 شهر منذ رمضان الماضي.. فلا تدخل
رمضان الجديد إلا وقد تبت من ذنوب العام.. نقِّ قلبك ونظفه مما شابه
من شهوات وشبهات. تُب إلى الله مما نظرت له عينك بالحرام، واستمعت له
أذنك، وامتدت له يدك، وسارت إليه رجلك.. وتذكر أن الله تعالى يغار،
وغيرته أن تُنتهك محارمه. وإياك أن تُسوِّف التوبة، وأن يغرّك حلم
الله وستره؛ فإن الله تعالى يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.


2) لا تبدأ أي عمل إلا وقد أصلحت نيتك، فلن يقبل عملك إلا إن كان
خالصا صوابًا موافقًا للشرع، فتعلم أحكام الصيام وعلمها أهل بيتك
ومعارفك من الآن.


3) هذّب نفسك وألزمها التقوى منذ الآن، فرمضان مدرسة للمتقين. قال
الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ
مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
} [سورة البقرة: 183]،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْجَهْلَ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ
لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ
» [رواه
البخاري 1903].


4) بادر بصلة رحمك، واحذر أشد الحذر من قطعها. قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «خلق الله الخلق، فلما
فرغ منه قامت الرحم، فقال: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة ،
فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟، قالت: بلى يا رب،
قال: فذلك لك. ثم قال أبو هريرة:
{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن
تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
} [سورة
محمد: 22]» [رواه البخاري].


إذا عرفنا هذا فلنسأل من هو الواصل للرحم؟... هذا ما وضّحه الرسول
صلى الله عليه وسلم بقوله: «ليس الواصل
بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها
» [رواه
البخاري 5645].



5) هل من نعيم أجمل من سلامة الصدر؟... تقضي يومك وليلتك وأنت في راحة
بال، بينما غيرك تغلي قلوبهم حنقًا على غيرهم. احرص أن تكون "مخموم"
القلب من الآن، وادخل رمضان وقد فرّغت قلبك للانشغال به دون سواه.
«قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي
الناس أفضل؟، قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان"، قالوا: "صدوق اللسان
نعرفه فما مخموم القلب"، قال: "هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا
غل ولا حسد"
» [صحيح ابن ماجه 3416].


6) كثيرون للأسف هم من يقضون الساعات الطوال في استخدام الإنترنت،
ويضيعون فرصا عظيمة في شهر مثل رمضان. فأين هم من الإمام مالك بن أنس
الذي كان إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على
تلاوة القرآن من المصحف؟!، فابدأ من الآن -إن كنت من مدمني النت-
بتقليل ساعات جلوسك عليه، واعلم أن رمضان لن ينتظرك.


7) المبادرة في قضاء ما عليك من صيام إن كنت أفطرت في رمضان الماضي
لعذر شرعي.


8) في رمضان يقبل الناس على تلاوة القرآن وختمه ولكن لتكن تلاوته
سلسة وختمته عليك يسيرة فابدأ في شعبان أن تكثف من وقت التلاوة فإن
كانت عادتك أن تتلو جزءا يوميا فلتجعلها جزئين أو ثلاثـــا بل حاول أن
تجعل لك في كل عشرة أيام منه ختمة.


9) رمضان شهر تكثر فيه الصلوات من تراويح وقيام ونوافل فلكي تعتاد
على طول الوقوف فيه دون إرهاق أو تعب فلتخصص للقيام وقتا أطول بدءا من
شعبان وليكن مثلا ساعة فمضاعفاتها، وعود نفسك من الآن على طول الركوع
والسجود.



10) بدءًا من الآن عود نفسك على طول الدعاء واحفظ من الأدعية المأثورة
عن النبي صلى الله عليه وسلم فهي تحوي جوامع الكلم وأخير وأبرك وأجدى
بالإجابة إن شاء الله.


11) عوِّد نفسك من الآن المكثوث في المسجد فترات أطول بعد الصلاة
تحضيرا للاعتكاف في رمضان إن شاء الله أو على الأقل تحضيرا للمكث في
المسجد ساعات طوال فيه هذا أيضا اعتكاف؛ فلا حدّ لأقله..


12) عوّد نفسك على الصوم لكي لا تجد عند إقبال رمضان بإذن الله
مشقة في صوم الأيام الأول فصم يوما وأفطر يوما أو اجعل شعبان
أكثرأيامه صوما فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرًا
أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله
» [رواه البخاري].


13) استعد لإطعام المساكين وتفطير الصائمين فابدء من الآن زيادة
كمية ما تعده من طعام لوجبة الغداء مثلا وخذ هذا الزائد ووزعه على
فقراء حَيّكُم أو حارس بنايتكم فعن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني، قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فطَّر صائماً، كان له مثلُ أجره، غير أنه
لا ينقص من أجر الصائم شيئاً
» [صححه الألباني].


14) تصدق بشكل يومي في شعبان حتى تعتاد على التصدق يوميا في رمضان
فتدخل فيمن قيل فيهم في الحديث، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد
فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول
الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً
» [صححه الألباني]، فإن كان
التصدق يوميا عادة لك في الأصل في غير شعبان فاستعد لرمضان بزيادتها
قليلا أو كثيرا بحسب استطاعتك في شعبان، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ
فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ
لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ
الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ
» [رواه البخاري (6) ومسلم
(2308)].



15) إن كنت تنوي العمرة في رمضان بإذن الله تعالى فاحرص على المشي
لمدة نصف ساعة مثلا في العشر الأخر من شعبان ففي عمرة رمضان مجهود
بدني مطلوب فاستعد له.


16) قلل من مقدار طعامك في شعبان لك لا تثنيك كثرة الطعام والأكل
عن العبادة في رمضان فاعتد على قلة كمية الطعام من الآن أو ليكن طعامك
كوجبات صغيرة متنوعة وأكثر من الخضر والفاكهة والتمر لتحفظ ماء الجسم
وتعطيك النشاط والحيوية اللازمة.


17) ابتعد عن السهر وجرب من الآن النوم مبكرا والاستيقاظ قبل الفجر
بساعة أو أكثر تدربا على القيام ومناجاة السحر.


18) تدرب على تقليل ساعات النوم فإن كنت معتادًا على نوم ثمان
ساعات فعود نفسك على ستَّ فأقل دونما إنهاك لصحتك وبدنك ولكن عوض ذلك
بنوم ساعة القيلولة.


19) إن كنت لن تستطع الذهاب لعمرة رمضان هذا العام لمانع يمنعك
فاعلم أن من جلس يذكر الله بعد الفجر حتى شروق الشمس فصلى ركعتين فله
أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة. فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال: «من صلى الصبح
في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له
كأجر حجة و عمرة، قال: قال رسول الله: "تامة تامة"
» [قال
الألباني حسن لغيره].



20) اعتد على عبادات لم تفعلها من قبل، فمثلا قم بقرائة ألف آية ( ألف
آية تعني جزئي عم وتبارك ) أو مثلا تبرع بمبلغ كبير أو قم بعبادة
-موجودة أصلا وليست ابتداعا- لم تقم بها قبلا وذلك لكي تعتد على أفعال
أو عبادات كبيرة في رمضان.


21) حاول أن تصلي على جنازة وأن تتبعها حتى تدفن فأجر ذلك عظيم
والأجر يتضاعف في رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم: «من تبع جنازة حتى يصلى عليها ؛ فإن له قيراطا.
فسئل رسول الله عن القيراط؟، قال: مثل أحد
» [صححه الألباني]،
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «من صلى على
جنازة فله قيراط، وإن شهد دفنها فله قيراطان والذي نفس محمد بيده
القيراط أعظم من أحد هذا
» [قال الألباني صحيح لغيره].


22) ابدء بتنظيم وقتك ومتابعته واجعل لك جدولا تقيم فيه متابعة
أهدافك وعبادتك ليس ابتداعا ولكن لكي تجعل عباداتك نصب عينيك والفوز
بالجنة -بإذن الله- الهدف الأسمى لديك.


23) ابتعد رويدًا رويدًا عن جلسات السمر وإضاعة الوقت واقطع
التلفاز وجميع الملهيات -هذا فيما كان حلالا وأما الحرام فالواجب
الابتعاد عنه كليًا والتوبة والإنابة وعدم الرجوع إليه-.


24) للمدخنين نقول رمضان فرصة عظيمة لترك هذه الآفة اللعينة فاعتد
من الآن على نبذها وتركها وضع النية الصالحة أنك تتركها لله ثم لتحافظ
على صحتك واسأل الله أن يعينك على ذلك.



25) من الآن عود لسانك أن يكون حقا رطبا بذكر الله فلا تفتر عن الذكر
والاستغفار والتسبيح والتهليل فما أيسرها من عبادة وما أعظم وأكبر
أجرها عند الله.


26) نظم أعمالك بدءًا من شعبان بحيث يكون انشغالك عن العبادة أقل
ما يكون في رمضان فرتب مواعيدك وما ترتبط به من أمور وحاول إنجاز
الجزء الأكبر منهم في هذا الشهر.


27) راجع حفظك أو ابدء في حفظ بعض من السور في شعبان لكي تصلي بها
في نوافل رمضان فكم هو سعيد من يصلي ويناجي ربه بآيات يحفظها في
صدره.


28) تزدحم الأسواق ويكثر الهرج فيها -للأسف- في رمضان فانأ بنفسك
واقضِ جميع حوائجك من مواد غذائية وملابس للعيد وغيرها بدءًا من
شعبان.


29) حاول أن تضع لمحيطك بالكامل خطة يتبعونها معك في الإعداد
لرمضان، في محيط منزلك، عملك، مسجدك، فيستشعر الناس عظمة هذا الشهر
الفضيل بدلا أن ينقادوا خلف دعاة الضلال من مسلسلات ومجون فهم لا يحلو
لهم عرض أضخم أعمالهم النتنة إلا في رمضان.



30) ابحث عن الصغار في عائلتك من هم في عمر سبع سنين فما فوق مثلا،
وحفزهم على التعود على الصوم فمثلا لتعودهم بدءًا على صوم ربع يوم ثم
نصف ثم أكثر ولتكافئهم فإن جاء رمضان أصبح الصوم يسيرًا عليهم.





ونترك لكم إضافة ما ترون أنكم بحاجة له من استعدادات.....



هذا والله أسأل أن ينفعني وإياكم بهذه الكلمات وأن يجعلنا من فائزي
الشهر الفضيل وأن يجعلنا من عتقائه من النار.


____________


فادي محمد ياسين


بعض من أفكار المقال المطروحة اقتبست من محاضرة إذاعية للشيخ طلال
فاخر - جزاه الله خيرا - .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ملف "شهر شعبان"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحاديث ضعيفة واردة في شهر شعبان
» قالوا لها: "لا يجوز قضاء رمضان في شعبان"
» س: ما الفرق بين شعبان العام وشعبان العام الماضي؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ديزاين العربي :: القسم الثقافي و الأدبي العام :: المنتدى العام :: قسم المواضيع العامة-
انتقل الى:  

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2013, Jelsoft Enterprises Ltd.
LinkBacks Enabled by vBSEO © 2011, Crawlability, Inc.
All rights reserved © جميع الحقوق محفوظة

a.d - i.s.s.w

منتديات عربكو التكنولوجي

يهتم منتدى عربكو بالتقنية والتكنولوجيا ، برامج ، تطبيقات ، العاب الكترونية ، اندرويد ، ايفون ، دروس ، شروحات ، تحميل برامج ، تحميل العاب ، اخبار تقنية ، وكل ماهو جديد في عالم التقنية